من المدن المغربية التي يتجلى فيها الأثر الأندلسي بشكل واضح نجد مدينة الرباط القديمة التي لا تزال تحمل ليس فقط آثار المعمار الأندلسي، بل أيضا عادات المورسكيين وهي تسمية أطلقت على الأندلسيين الذين أقاموا بالمغرب، فإذا زرت الأوداية وهي مدينة أندلسية في قلب مدينة الرباط تُطل على المحيط الأندلسي؛ فستلاحظ أن كل الجدران مكسوة بالجير الأبيض والطلاء الأزرق
هذا الطلاء يتجدد في كل مناسبة خاصة في الأعياد الدينية، فتلبس كل المدينة حلة زاهية ولا تزال هده العادة قائمة إلى اليوم، كما أن الأغراس لا تزال خضراء في أزقة هده المدينة القديمة؛ مما يذكرنا بحدائق الأندلس التي عُرفت باهتمامها البالغ بالطبيعة، وتفننت في التجمل بالأغراس الخضراء
نتيجة لتنوع الحضارات في المغرب واحتكاكها وامتزاجها بالحضارة الإسلامية والرومانية والأمازيغية وتعاقب الاستعمار البريطاني والاستعمار البرتغالي والفرنسي عليها جعل منها كما يرى البعض مزيجا فريدا من نوعه وكان لأثر الحضارة الإسلامية أيضا انعكاس في الزخرفة المغربية
ويظهر في الديكور المغربي التنوع والتضاد في الألوان المستمدة من بيئة المغرب الغنية بألوانها كألوان التربة والصخور والأشجار والزهور الغنية بالألوان المختلفة والمتنوعة، فنجد تضاد بين اللون الزعفراني والبني المحمر مع مزيج من الأخضر العشبي على سبيل المثال