بدأت قصة أكادير تأخذ بعدا دوليا في القرن السادس عشر عندما استقر فيها البرتغالي جواو لوبيز دي سيكويرا سنة 1505 فقد ازدهرت مصيدة الأسماك و المعامل التي يملكها بسرعة و تحولت إلى قرية صغيرة لصيادي السمك. وقد بني هذا المركز التجاري على سفح "أكادير أوفلة " التي تهيمن على الخليج ، على ارتفاع 200 متر
في 1513 دفع اشتداد العزلة و انعدام الأمن جواو لوبيز دي سيكويرا إلى التخلي عن قريته لفائدة مانويل الأول ملك البرتغال الذي بادر بتوسيع الميناء و تثبيت حامية فيه و أخضع كامل المنطقة للسيطرة البرتغالية
فأصبحت سانتا كروز دي كاب دي غي التي سميت نسبة إلى كنيسة المدينة البرتغالية الصغيرة مركزا تجاريا نشيطا تمر به عديد المنتجات من جنوب المغرب و السودان. و يرتاده تجار من جميع الجنسيات الأوربية
وفي عام 1541 (12 مارس) ، وبعد حصار دام ستة أشهر، حرر الشيخ محمد الشروق ، مؤسس السلالة السعدية ، المدينة من البرتغاليين .. وبعد ثلاثين عاما ، شيد ابنه، القصبة التي لا تزال تهيمن على المحيط حتى يمنع عودة البرتغاليين
و في عهد السعديين ازدهرت أكادير و منطقتها و أصبح السوس المملكة المحبذة لديهم فعمدوا إلى تطوير زراعة قصب السكر(النبتة القادمة من الشرق) في منطقة تارودانت العاصمة و منطقة شيشاوة
و كان السكر يمثل سلعة ثمينة في المبادلات التجارية يأتي كل من الاسبان و الفرنسيين و الهولنديين و خاصة البريطانيين إلى أكادير للبحث عنها( مثل الذهب القادم من السودان) فأصبحت أكادير معبرا ضروريا بالنسبة للقوافل الذاهبة إلى جنوب تمبكتو
و في القرن الثامن عشر و مع ظهور السلالة العلوية و خصوصا في 1760 بدأت فترة طويلة من الركود فقد نقل السلطان سيدي محمد بن عبد الله عمليات الميناء إلى موغادور(الصويرة حاليا) لمعاقبة القبائل المتمردة, فأفلست أكادير و وقع السوس كله في فوضى عارمة